كارلوس لاتوف: فلسطين فتحت قلبي وعينيّ
طالما كان الفنان لاتوف داعمًا للقضايا الإنسانية والنضال من أجل الحرية في العالم العربي، إذ أن ذلك ليس بسبب أصول جده اللبنانية فقط، بل لاهتمامه بالقضايا العربية، والكفاح ضد الديكتاتورية والأنظمة القمعية ودعم الفلسطينيين، وهو ما توّلد لديه بعد زياراته للشرق الأوسط وفلسطين، وملامسته ومعايشته لهذه القضايا عن كثب.
تواصلنا في بوابة الهدف مع لاتوف ، وأجرينا معه حوارًا عن مواقفه ومصدر إلهامه وماذا تمثل فلسطين بالنسبة له.
أخبرنا عن كارلوس لاتوف، من أنت، كيف تعرف نفسك؟
أعرّف نفسي بعبارات بسيطة: رسام كاريكاتير سياسي برازيلي وصديق للفلسطينيين.
يستخدم العديد من دعاة الحرية في جميع أنحاء العالم أعمالك للتعبير عن أنفسهم وقضاياهم. ما رأيك؟
يسعدني أن أعرف أن رسوماتي الكرتونية تستخدم من قبلهم كأدوات ورموز للنضال الاجتماعي والعدالة في العالم العربي، إنه شعور جميل.
عملك يواكب مختلف القضايا والموضوعات حول العالم، كيف تصل إلى حقيقة الأشياء بهذه الدقة في وقت قصير؟
الخبرة، على ما أعتقد. بدأت مسيرتي المهنية كرسام كاريكاتير سياسي في عام 1990 مع نقابات العمال البرازيلية واكتسبت بعض الخبرة في القضايا الاجتماعية والسياسية.
كما أنني على تواصل مع الناس من بلدان عديدة، من صحفيين ونشطاء وسياسيين في قلب الأحداث، يدعمونني بالأخبار الدقيقة فأتمكن من تكوين صورة واضحة لحقيقة الأوضاع في تلك المناطق، وتصبح رسومي سريعة، كرد فعل على الحقائق التي تصلني.
يقال إنك تتبع خطوات ناجي العلي . هل هذا صحيح؟ وماذا يمثل لك ناجي؟
صحيح، ناجي من أعظم الأشخاص الذين يلهمونني، أحب الطريقة التي استخدم بها فنه كسلاح للمقاومة في وجه الظلم.
هل تتعرض للمضايقة أو المطاردة بسبب عملك؟ كيف تواجه ذلك؟
من مهام رسام الكاريكاتير السياسي أن يكون هدفًا ليس فقط للانتقاد لكن أيضًا لحملات التشهير والتهديدات، سواء لانتقاد الفصل العنصري الإسرائيلي أو عنف الشرطة في البرازيل.
لكنني لا أتراجع، ولا أحني رأسي، فأنا أفعل ما أؤمن به.
ماذا تمثل فلسطين بالنسبة لك؟ وماذا تقول للفلسطينيين؟
لقد فتحت القضية الفلسطينية عيني وقلبي، كانت وما زالت نافذة مفتوحة على الشرق الأوسط ونتائج الاستعمار والإمبريالية الغربية.
منذ أن وطأت قدماي الضفة الغربية المحتلة عام 1998، قمت برسم رسوم متحركة عن معاناة الفلسطينيين وكفاحهم من أجل السيادة، وسأستمر في القيام بذلك.
يذكر أن لاتوف ولد في 30 نوفمبر 1968، في ساو كريستوفو، وتهتم أعماله بمجموعة واسعة من الموضوعات، بما في ذلك مناهضة العولمة ومناهضة الرأسمالية، ومناهضة الولايات المتحدة والتدخل العسكري.
ويرتبط عدد كبير من رسوم لاتوف بالصراع العربي الإسرائيلي، في سلسلة "كلنا فلسطينيون"، ظهر العديد من الجماعات المضطهدة الشهيرة، بما في ذلك اليهود في غيتو وارسو، والسود من جنوب إفريقيا خلال الفصل العنصري، والأميركيين الأصليين، والتبتيين في الصين، قائلين "أنا فلسطيني" وذلك في محاولة منه لتوضيح أن معاناة الفلسطينيين هي نفس معاناة المضطهدين في جميع أنحاء العالم عبر التاريخ.
ويُحاول لاتوف أن يقول من خلال سلسلة "كلنا فلسطينيون" إن معاناة الفلسطينيين هي نفس معاناة المضطهدين في جميع أنحاء العالم عبر التاريخ، وهو ما عرضه لاتهامات بمعاداة السامية، إذ رُفعت قضية على موقع انديميديا سويسرا الذي نشر صورة الطفل اليهودي المسجون في معتقل نازي ويقول: "أنا فلسطيني".