الخارجية الكوبية: ستفي هافانا بواجبها كطرف ضامن ومقر لحوار السلام
وأضافت الوزارة في بيان لها أنها "ستفي كوبا على أكمل وجه بواجبها، كطرف ضامن ومقر لحوار السلام، ضمان العودة الآمنة لوفد جيش التحرر الوطني للسّلام، وهو التزام مدرج في بروتوكول القطع لهذه المفاوضات، ومتفق عليه وموقّع من قبل الدولة الكولومبية وجيش التحرر الوطني، إلى جانب ست دول، في الخامس من نيسان/أبريل 2016".
وتابعت "كما تعرف حكومة كولومبيا، فإن هذا الموقف يحظى بأوسع تأييد من المجتمع الدولي، الذي قام بمساعٍ مباشرة لدى الحكومة الكولومبية دفاعاً عن تطبيقه، وإن الادّعاء المتواصل بأن كوبا تنتهك الاتفاقات الموقعة يتنافى مع القانون الدولي".
واردفت: سيحافظ بلدنا بثبات على تعامله الحازم والمتكتّم، المُلتزم دائماً بالمبادئ، كما أثبت على مدار عقود من مشاركته في جهود السلام في كولومبيا.
وجددت التأكيد على الإرادة والالتزام بمواصلة التعاون مع القطاعات المتعهّدة بالتوصل إلى حل تفاوضي للنزاع المسلح الكولومبي من أجل تحقيق السلام.
كما وجددت التأكيد على قلقها من الانتهاكات والمحاولات الأحاديّة لتعديل "اتفاق السلام" مع القوات المسلحة الثورية الكولومبية- جيش التحرير (فارك)، وكذلك من العدد المتزايد من الاغتيالات والمجازر التي يتعرض لها أعضاء سابقون في المنظمات المقاتلة وقادة اجتماعيون ومدافعون عن حقوق الإنسان في كولومبيا.
وأشار إلى أن كوبا التزمت الصبر والحكمة، آملة أن تسود في لحظة ما الإرادة بالسلام والمصلحة المشروعة وتقرير الشعب الكولومبي مصيره بحرية والحكمة والتعقُّل.
وجاء هذا البيان تعليقاً على بلاغ ومعلومات وصلت سفارة كوبا لدى كولومبيا، لم يكن بالإمكان التحقق من صحتها، عن هجوم عسكري مزعوم ستشنّه "الجبهة الحربية الشرقية" التابعة لـ "جيش التحرر الوطني" خلال الأيام المقبلة في بوغوتا.
وجرى على الفور لفت انتباه وفد "جيش التحرر الوطني" للسلام في هافانا إلى هذه المعلومة، فأعرب أن لا علم له البتّة بما جاء فيها وجدد التأكيد على ضمانته بألا يكون له أي ضلع في القرارات العسكريّة أو عمليات هذه المنظمة.
أمام معلومة كهذه، عن عمل محتمل يُمكنه أن يعرض أرواح أبرياء للخطر، تم توجيه السفير الكوبي خوسيه لويس بونسي، فطلب يوم السبت، الواقع في 6 كانون الثاني/يناير عند الساعة 07.49 مساءً، مقابلة مع وزيرة الخارجية الكولومبية كلاوديا بلوم وتعيين موظف لنقل معلومة حسّاسة وعاجلة عن هجوم محتمل في كولومبيا.
وعند الساعة 08.39 مساءً تم التمكّن من التواصل مع نائب وزيرة الخارجية فرانسيسكو إيتشيفيري، مع أنه وبالنظر إلى تواجده في تلك اللحظة خارج العاصمة، لم يُتح إلاّ نقل مضمون المعلومة هاتفيّاً، فأعرب عن امتنانه في تلك المكالمة، وبالرغم من اهتمامنا الصّريح بعقد اللّقاء فوراً، حدّد هذا موعداً للاجتماع بين الطرفين ليوم الاثنين الموافق 8 شباط/فبراير عند الساعة العاشرة صباحاً، كما جاء في البيان.
وبقرار من السلطات الكولومبية، تم عقد اللقاء في نهاية الأمر عند الساعة 05.15 من عصر يوم الاثنين المذكور، حيث قدّم السفير الكوبي خلاله لنائب وزيرة الخارجية مذكرة تحتوي على المعلومة التي وصلت إلى سفارتنا.
وجاء أيضاً: رَصَدنا آنذاك ببغتة أن قضيةً أمنية، على أعلى درجة من الحساسيّة، وجرى التعامل معها بتكتّم وعجالة من قبل بلدنا، قد تم وضعها على الفور في أيدي وسائل الإعلام، فبعد خمس وعشرين دقيقة من تقديم كوبا للمذكَّرة، كانت الصحافة الكولومبية تعكف على استخدام المعلومة وعلى نشر نسخة من الوثيقة نفسها.
وفي يوم الخميس الموافق 11 شباط/فبراير، عند الساعة 06:30 مساءً، تم في نهاية الأمر استقبال سفيرنا لدى بوغوتا من قبل وزيرة خارجية هذا البلد وغيرها من كبار موظفي الدولة الكولومبية.
وقبل ذلك الموعد بثلاثة أيام، أي في 8 شباط/فبراير عند الساعة 08:00 مساءً، كانت "اللجنة العليا للسلام" قد استخدمت في تصريح صحفي هذه المعلومة الحسّاسة، المتعلّقة بموضوع أمني، كحجة من أجل الهجوم على كوبا استناداً لادعاءات كاذبة، بلهجة العداء والرؤية المعتادين اللذين لا يوصلان إلا لتغذية التباينات بين كلا الحكومتين والإضرار بمشاركة أطراف دوليّة في العملية السلميَّة.